عند الحديث عن “أتاي” بالنعناع فإنه يحيل بشكل مباشر على العادات المرتبطة بالهوية المغربية.
ويصل معدل استهلاك الفرد الواحد لـ”أتاي” بالمغرب”، إلى ما مجموعه كيلوغراما واحدا خلال السنة
“أتاي” بصبغته المغربية المرفوق بالسكر لم يكن سهلا عليه أن يصبح المشروب الأول لدى المغاربة
بعدما تعرض لحملات واسعة تدعو لمقاطعته بحجة إنه سلعة “النصارى”
فمن هو يا ترى أول من شرب “أتاي” بالمغرب؟؟
يذكر كتاب تذكرة المحسنين بوفيات الأعيان وحوادث السنين
أن زيدان بن اسماعيل عم السلطان العلوي محمد بن عبد الله، والذي حكم في الفترة الممتدة ما بين (1757-1790) كان أول من شرب “أتاي”
وذكر الكتاب نفسه إن زيدان بن اسماعيل أصيب بمرض نتيجة إفراطه في تناول المسكرات
فنجح طبيب نصراني في شفاءه بفضل شرب الأتاي بدلا من الخمر
ويذكر كتاب “من الشاي إلى أتاي” لكاتبيه عبد الأحد السبتي وعبد الرحمان لخصاصي
إن ارتباط البلاط الملكي بعدها دفعه لتأسيس هيئة “موالين أتاي”
التي تأسست في فترة حكم السلطان مولاي اسماعيل العلوي
للسهر على طقوس إعداد “أتاي” ويوجد على رأسها مسؤول يدعى “مول أتاي”
وأول من تقلد المنصب هو أحمد بن المبارك وصيف السلطان وحاجبه
ووظف المخزن المغربي بعدها “أتاي” كسلاح لإخضاع القبائل إلى جانب السلاح والقوة
فقد عمد الحسن الأول إلى إهداء الشاي والسكر والأواني الضرورية للرؤساء المحليين الذين يرفضون الخضوع للسلطنة
وهي سياسة أعطت أكلها بعدما سجل أحمد بن موسى “باحماد” الوزير الأول في بلاط السلطان مولاي الحسن
في رسالة مؤرخة في 25 من يوليوز 1886 إن رئيس زاوية إليغ بتازروالت محمد أولحسن
طلب منه أن يتوسط لديه لدى السلطان من أجل أن ينعم عليه بأتاي والسكر
بعدما فرغا من يداه لقلة توفرهما في تلك الفترة
حيث توصل بعدها بخمسة قوالب سكر وكفايتها من أتاي
وواصل بيعته لسلطان المغرب بعدما تمرد أسلافه في وقت سابق وبينهم والده الحسين أوهاشم











تعليقات
0