يعود المخرج المغربي مراد بوسيف إلى الواجهة السينمائية بمشروع طموح يحمل عنوان “ليلة القدر”، وهو فيلم تاريخي يسلط الضوء على فصل مجهول من التاريخ خلال الحرب العالمية الثانية، يركز على الدور الإنساني للمسجد الكبير في باريس وأداء المغاربة في رفض النازية وحماية المضطهدين.
القصة: ملحمة إنسانية في قلب الاحتلال
تدور أحداث الفيلم حول شخصية “آدم بن محمد”، وهو عالم مغربي كان يدير المسجد الكبير في باريس أثناء الاحتلال الألماني. تبرز الحبكة العلاقة المتشابكة بينه وبين ضابط ألماني يراقب نشاطاته، لتكشف كيف تحول المسجد إلى ملاذ آمن لحماية الأشخاص المطاردين من النازية، مع إبراز قيم التضامن والتعايش التي جسدها المغاربة آنذاك، خاصة في رفض التمييز ضد اليهود المغاربة. تضيف هذه الزاوية بُعداً وطنياً وإنسانياً عميقاً للعمل.
الطموح الإنتاجي: إعادة بناء التاريخ بدقة
لتحقيق المصداقية البصرية، اعتمد فريق العمل على:
– تصوير المشاهد الداخلية للمسجد في مواقع مغربية تمت محاكاتها بدقة، مستفيداً من الحرفية المحلية في البناء والديكور.
– استغلال الطابع المعماري الفرنسي في بعض أحياء الدار البيضاء لتمثيل شوارع باريس.
– التصوير في مواقع أوروبية حقيقية في باريس وبلجيكا لإضفاء الطابع العالمي على العمل.
– اهتمام استثنائي بالتفاصيل التاريخية، من الملابس التقليدية والزي العسكري إلى الوثائق الخاصة بتلك الحقبة.
طاقم تمثيل دولي ومغربي متميز يضم الفيلم توليفة متنوعة من المواهب
رسالة الفيلم: السينما كصانعة للذاكرة الجماعية
يؤكد هذا المشروع أن السينما المغربية قادرة على خوض غمار السينما التاريخية الطموحة التي تجمع بين الدقة الوثائقية والحس الفني العالي. من خلال “ليلة القدر”، يسعى مراد بوسيف إلى:
– إثراء الذاكرة الجماعية بفصل مشرف من التاريخ.
– تقديم نموذج سينمائي يلتزم بالمعايير الاحترافية العالمية.
– تأكيد قدرة الصناعة السينمائية المغربية على المنافسة في مجال الأفلام التاريخية متعددة الجنسيات.
الفيلم يعد بإضافة صفحة جديدة ومهمة للإنتاج السينمائي المغربي، حيث يحول التاريخ إلى دراما إنسانية مؤثرة، ويؤكد أن الفنّ السابع يمكن أن يكون جسراً لفهم أفضل لقيم التسامح والكرامة الإنسانية.
المصدر: هسبريس






تعليقات
0