أظهرت الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة التجهيز والماء تحسناً ملموساً في وضعية الموارد المائية بالمملكة، حيث اقتربت نسبة الملء الإجمالية للسدود من 40% مع نهاية سنة 2025، مسجلةً قفزة مهمة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
أرقام تعيد الأمل
حسب آخر المعطيات، بلغت نسبة الملء الإجمالية 39.28%، وهو تحسن بواقع نحو 11 نقطة مئوية مقارنة بنهاية 2024 التي سجلت 28.46%. ويعزى هذا التحسن إلى التساقطات المطرية والثلجية الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال الشهرين الأخيرين من العام، خاصة في النصف الشمالي.
توزيع جغرافي متفاوت: من الوفرة إلى التحدي
يكشف تحليل وضعية الأحواض المائية عن صورة جغرافية متفاوتة:
أحواض في وضعية ممتازة:
حوض أبي رقراق: يسجل 89.33%، بفضل أداء سد سيدي محمد بن عبد الله الذي بلغ 94.03%، مما يضمن تزويداً مريحاً للماء الشروب لمنطقتي الرباط والدار البيضاء.
حوض اللوكوس: يحافظ على استقراره بنسبة 57.86%، مع امتلاء عدة سدود كـ سد شفشاون و سد النخلة بالكامل (100%).
أحواض في تحسن ملحوظ:
حوض سبو: نسبة الملء 48.48%، مع وصول سد الوحدة (أكبر سدود المغرب) إلى 50.70%.
حوض تانسيفت: تحسن إلى 53.29%.
أحواض لا تزال تحت الضغط:
حوض أم الربيع: رغم التحسن الطفيف إلى 14.08%، يبقى وضع سد المسيرة (ثاني أكبر السدود) حرجاً عند 5.22% فقط.
حوض سوس ماسة: نسبة الملء 23.55%، وهي نسبة لا تكفي لتأمين الاحتياجات الفلاحية الكبرى للمنطقة.
تداعيات على الماء الشروب والزراعة
الماء الشروب: تُبشر المؤشرات الجديدة بتأمين مريح لإمدادات الماء الصالح للشرب للمدن الكبرى (الرباط، الدار البيضاء، طنجة، القنيطرة) على الأقل طيلة سنة 2026.
القطاع الفلاحي: لا تزال التحديات قائمة في المناطق التي تعتمد على سد المسيرة (سهول دكالة والحوز) وسدود سوس ماسة، مما سيؤثر على التخطيط للموسمين الفلاحيين الحالي والمقبل.
خلاصة: تعافٍ تدريجي مع استمرار اليقظة
يمثل هذا التحسن نقلة نوعيةمن مرحلة “الحرج الشديد” إلى “التعافي التدريجي”، مما يبعد شبح الجفاف -ولو ظرفياً-. ومع وصول 5 سدود إلى طاقتها القصوى (100%)، تظل الفجوة بين الشمال والجنوب واضحة، مما يتطلب استمرار اليقظة وتبني سياسات تدبير مرنة لضمان الأمن المائي على المدى المتوسط والبعيد.
المصدر: هسبريس






تعليقات
0